الخياطة.. فنٌ ومهارة
_مقال_
أن تكون موهوبًا مبدعًا، هو أن تترك أجزاءًا صغيرة من قلبك تضعها في كل مشروع تقوم به ليذهب لغيرك، فالفنان يضع صوته في آذان غيره،
والرسام يضع ريشته في لوحة تذهب لغيره،
وكذا الممثل يضع إحساسه في مشاعر غيره، أما الخياط فيضع خيوطه في لباس يذهب لغيره..
وبالحديث عن الخياطة هي أقدم مهارة موجودة منذ سنوات طويلة، على الرغم من التطور والتحدث والتغير، إلا أنها لم تندثر ولم تفقد قيمتها، بل تأخذ في التقدم والنمو والإبداع والبراعةِ في عالمها.. عالمُ التطريز والحياكة، والمقص والقطاعة، والأقمشة والأشرطة، والخيوط والفتلة، والأزرار والإبرة، والكرسي والمكينة، والربطة والعقدة، والدبابيس والخرامة، والمكواة والعلاقة…، ومن هنا نتأكد أن الخياطة ليست بالشيء الهين أبدًا، فالشكل النهائي للملبوس الذي نراه أمامنا، لم يأتي بطرفة عين، بل مرَ بمراحلٍ عدة، من التفكير ثم التصوّر والتصميم، ثم القصُ والتقطيع، ثم الحياكة و خياط بعضه ببعض، ليظهر أمامنا شكلًا مرئيًا وحسنًا وملبوسًا بكل إتقان ومهارة.. فنرى الملبوسات المتنوعة ما بين عباءة وفستان، وقميص وبنطال، وثوب وشال.. ولكن مع هذا وذاك حرّي وجدير بكل خَيّاط أن يحافظ على اللّباس المحتشم والعفيف، في زمن يسوده جنون القطيع من السفور والتبرج..
فالخِياطُ إن كان عبارة عن قطعة قماش مجردة من معاني العفة والاحتشام، فبئس له.. وإن كان خِياطًا مصانًا بالحياء والادب، فهذا لاينمع شيئًا من الأناقة والوسامة والأصالة والجمال ونعم به من خِياط.
إرسال التعليق