جاري التحميل الآن

يوم الزيارة في صعفان عادات غريبة ومعتقدات خيالية

يوم الزيارة في صعفان عادات غريبة ومعتقدات خيالية

تقرير

عندما تسمع بأن فلاناً ما كان صالحاً عابداً زاهداً في حياته له أثر في المجتمع وفي قلوب الناس برغم مرور عشرات السنين على وفاته فإنك غالباً ما ترجو أن تكون مثله وتدعو الله أن يوفقك لذلك إ

التاسع عشر من ذي الحجة لا يبدو يوماً عادياً بالنسبة لأهالي مديرية صعفان التابعة لمناخة بمحافظة صنعاء ففي مثل هذا اليوم من كل عام يبدو كالعيد عندهم حيث توجد لديهم عادة عجيبة يقف العقل أمامها حائراً يصدق أم لا !

تقوم أهالي هذه المنطقة في هذا اليوم بتجهيز معدات البرع اليمني وكلما يتعلق بمظاهر الاحتفال كما أنهم يقومون بإعداد الذبائح للبدء بعدها بالتجمع في قرية ” المغارب ” ويدقون البرع ويرقصون على الطريقة اليمنية القديمة ثم يتجهون جميعاً إلى قرية ” المعزب ” ومعهم الذبائح إلى قبر أحد الصالحين ؛ ليتم ذبحها بغية التقرب إلى الله عن طريق هذا الرجل الصالح الذي بنوا حول قبره غرفة وبعد ذلك يكملون احتفالهم إلى وقت الظهيرة وهكذا تجري العادة في كل عام لدى هؤلاء الأهالي

نية بالنذر

سألنا عن سبب هذه العادة الغريبة التي يقومون بها فاخبرنا كبيرهم وصغيرهم بأنهم ولدوا على هذه العادة ويجهلون سببها ووقت نشأتها وبعد بحث طويل عثرنا على الإجابة ؛
فمنذ زمن ببعيد قبل ما يقارب المائة عام كان أهالي مديرية صعفان يشكون تأخر المطر عنهم وجفاف سدودهم وذبول محاصيلهم فنذروا لله أن يقوموا بذبح الذبائح عند قبر هذا الرجل الصالح وقيل أنه في ذلك العام أنعم الله عليهم بالخير الوفير فقرروا المضي على هذه العادة إلى يومنا هذا حيث أنهم يقدسون هذا اليوم بشكل غير طبيعي لدرجة أنه في إحدى السنوات حدث خلاف بين قريتين في مديرية صعفان على من له الحق بتجهيز طقوس احتفالات هذا اليوم ووصلوا إلى حد القتال ليقرروا بعدها تغيير موعد الاحتفال إلى اليوم الثامن عشر من ذي الحجة تجنباً لحدوث المشاكل وجرت هذه العادة لعدة سنوات إلى أن تم الصلح بينهم وعادوا للاحتفال في نفس اليوم المعتاد

أقرب للخيال

كلامٌ أعجب من الخيال تم روايته فقد قالوا بأن هذا اليوم من كل عام يقوم أحد الرجال بالدخول إلى الغرفة الموجود فيها قبر هذا الرجل الصالح و يتم تقييده وتعذيبه من قبل هذا الولي طيلة صباح ذلك اليوم وبعد ذلك يمطر عليه سقف الغرفة قطعاً ثمينة من الذهب الفرنسي وأقسم كثير منهم بأن هذه حقيقة وليس ضرباً من الخيال لرؤيتهم ذلك بأعينهم.

لا يستطيع أحدٌ معارضة كلامهم بل ويحذرون المكذبين لهم بأنه لو انكر هذه المعتقدات فإن الولي سيعاقبه على تكذيبه
وقد رووا لنا بأن أحد الرجال الصالحين عاصر في زمنه أحد السحرة في القرية ذاتها وكان يستطيع إبطال كل ما يقوم به هذا الساحر من سحر وشعوذة وعندما حاول الساحر اعتراض الرجل الصالح عاقبه الله بأن استيقظ في إحدى الأيام ويده مبتورة من كتفه .

تقديس مطلق

لا تكاد ترى أحداً من أهالي هذه المنطقة مريضاً إلا وذهب لقبر رجل صالح ليقرأ له الفاتحة بغية الشفاء ولا مهموماً إلا وقام بالتصرف ذاته لدرجة أنك تجد لكل أسرة رجلاً صالحاً يذهبون له بين الحين والآخر لتقديم النذر لله عنده ظناً منهم بأن ذلك يساعد على قضاء حوائجهم .

الاعتقاد بالأولياء الصالحين لدى أهالي مديرية صعفان يستحيل أن تستطيع زعزعته أو بث الشكوك لقلوبهم حوله خاصة كبار السن منهم ولو بنسبة ضئيلة بأن هذا الكلام غير منطقي لا يقبله العقل والمنطق بل إنهم يخاصمونك ويتهمونك بأنك عدو للصالحين.


إننا لا نصدق أو نكذب هذه المعتقدات فكل شخص له حرية الاعتقاد والعبادة على الطريقة التي يريدها فلهم ما يؤمنون به وكل واحدٍ منا يبحث عن صلاح نفسه .

إرسال التعليق