الانتحار وهم البعض للهروب من الحياة
حوار صحفي
تتفاقم ألأزمات وتزداد الصراعات في اليمن مما أدى إلى ظهور العديد من المشاكل والآفات وأولها انقطاع مرتبات الموظفين وازدياد نسبة الفقر والبطالة في الوسط المجتمعي وكذلك تدهور مستوى التعليم والصحة وانتشار نسبة الأمية بشكل كبير مما يجعل المواطن اليمني يشعر بأن لا مستقبل له في هذا البلد .
إن هذه الظروف المحيطة بالمواطن قد تولد لديه أفكاراً ووساوس سلبية قد تؤدي في النهاية إلى تحديد الشخص لمصيره بازهاق روحه للفرار مما يحيط به .
لقد بدأ في أواسط المجتمع اليمني لجوء البعض من الناس إلى هذه الطريقة للتخلص من جميع الهموم والمشاكل للأبد وأوضحت الأستاذة ” ابتسام جهلان الأخصائية النفسية “عندما سألناها عن سبب بدء انتشار ظاهرة الانتحار في المجتمع اليمني قائلة : بأن من أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة هي: الضغوط الأسرية التي تُمارس على الفرد ،و الفقر ،وعدم قدرة الفرد على التعايش مع الوضع الراهن مما يؤدي إلى إصابته بالاكتئاب ، والادمان ،و الصدمات العاطفية ،و الخوف من الفقر خاصةً. في ظل هذه الظروف التي نعيشها مع انقطاع المرتبات ، وكذلك معاناة الفرد من التنمر عليه من قبل المجتمع .
الشعور بالعجز
لا يقدم الفرد على مثل هذا التصرف إلا عند شعوره بالعجز والرغبة بتوفير أدوات الانتحار ويبقى التفكير الغالب عليه هو كيف يمكنه تنفيذ هذا السلوك ؟
وغالباً ما يكون الشخص المقدم على هذا التصرف محصور الفكر بين قوسين (الموقف الذي سبب ذلك) أو ادمانه على سلوكيات خاطئة مثل (عقاقير ، القات، الخمر)،ومما يشتت العقل أكثر ويزيد من القلق والتوتر تَعَود الغالبية من الناس على نوم النهار وسهر الليل وكثير من الأشخاص لا ينامون إلا ساعات قليلة .
كما أن المنتحر قد يتولد لديه الإحساس بنشاط عالٍ بأن النهاية قد اقتربت وكذلك الإيحاء الذاتي السلبي للعقل اللا واعي مثلاً سأقتل نفسي , سأعلق نفسي, سأرمي نفسي…. وقد ينتج ذلك عن شعوره بأنه غير مقبول من المجتمع.
به حالة نفسية
إن رأي المجتمع اليمني في ااشخص المنتحر بأنه لا يكون إلا مجنوناً ،أو يعاني من مرض نفسي أو إيمانه ضعيف ، أو لديه ضغوط نفسية ولا يفسرون الانتحار كقضية يلزم حلها فالبعض يبدأ بتوعيته والبعض الآخر يبدأ بإسقاط السبب على غيره لأنهم السبب في انتحاره واندفاعه لهذا السلوك ، والبعض الآخر يزيد من المسألة بالضغط على المنتحر فيزداد تعبه أكثر تعمقاً في الأفكار المؤدية إلى الانتحار .
فالمجتمع يراها قضية سلبية لكنه لا يسعى لتعديلها والبعض يدخل ابنه لمصحة والآخر يقيده في البيت وكل هذه خطوات تؤثر على الصحة العقلية له ممايؤدي إلى تزايد أعداد المقبلين على العملية الانتحارية .
إن من الواجب إطلاق حملات إعلامية لتوعية المجتمع من أضرار هذه الظاهرة كما يجب إنشاء مؤسسات خاصه للحد منها وتأسيس مكان مؤهل نفسي للمنتحرين يتم العلاج النفسي فيه بصورة واعية ارشادية مبنية على الاحتواء وتعزيز شعور الانتماء وغرس القيم والمبادئ التوعوية .
التعزيز والتوعية
و للحد من انتشار هذه الظاهرة يجب البناء النفسي الصحيح للفرد وتعزيز القدرات العقلية من خلال العلاج الديني وغرس القيم بصورة واعية بعيدة عن التأنيب الذاتي لأن هذا يفاقم الوضع فيجب البدء بالتعزيز ثم التعديل وكذاك حكاية قصص توعوية للمنتحر حول السبب الذي دفعه لذلك وضرب أمثلة للحل وكيفية السبيل للتعافي ولأن الأسرة لها دور كبير في التأثير على الفرد فيجب توعيتها في كيفية التعامل الصحيح معه وبناء منهج إرشادي حتى يزداد وعيها وثقافتها مع مراعاة الفروق الفردية
ومن الحلول المقترحة أيضاً للحد من انتشار هذه الظاهرة هو التوعية الاجتماعية والإعلامية بنشر مقاطع وصور تحذر من الظاهرة وكذلك التوعية المدرسية من خلال الإذاعات المدرسية والنشاطات المختلفة وحل المشكلات النفسية وادخال وحدة الإدمان في العلاج النفسي والتعاون أيضاً مع هيئة مكافحة النفس ومكتب الصناعة والتجارة لمنع دخول المخدرات وكافة العقاقير المؤدية للهلاك الذاتي بما فيها القات .
إرسال التعليق