الرضا بالمشقة من أجل مستقبل أفضل وهوية حاضرة
تقرير صحفي
السكن الجامعي دائما ما يكون هو الحل الأفضل لمن يريد الالتحاق بجامعة صنعاء ولم يكن من ساكني أمانة العاصمة أو ضواحيها القريبة فعندها تبدأ رحلتك للمعاملة في الدخول في السكن الخاص بالجامعة .
هنا سنتطرق للحديث عن السكن الجامعي الخاص بالطالبات في جامعة صنعاء فعند رغبة الطالبة الالتحاق بالسكن تبدأ رحلة المعاناة حيث يتم سحب استمارة تسكين من السكن الجامعي ثم توقيعها من أماكن عدة وهي عمادة الكلية ونيابتها التي التحقت بها الطالبة وكذلك رئاسة الجامعة ونيابتها وبعد ذلك يتم تقديم فحص طبي شامل وكشافة تشخيصية تثبت أن الطالبة لا تحمل أي فيروسات او أمراض مزمنة ومعدية يليها التوقيع على نتائج الفحوصات من قبل مستشفى الكويت ثم تسليمها إلى مستشفى الجامعة للإطلاع عليها من قبل الطبيب المختص و التوقيع والختم عليها في حال كانت النتائج ايجابية وبعد ذلك يتم التوقيع أو الختم على النتائج من قبل الحرس الجامعي ورئاسة الجامعة نفسها وكذلك التوقيع عليها من قبل مدير السكن ويتعين على الطالبة دفع مبلغ رمزي بما يقارب أحد عشر ألف ريال يمني وفي هذا العام تم رفعها إلى خمسة عشر ألفاً لطالبات المستويات العامة وثلاثين ألفاً لطالبات المستويات الموازي ولكن هذا القرار تم مقابلته بالرفض القاطع من كافة الطالبات المقيمات في السكن وذلك لعجز لعجز غالبيتهن عن تحمل كل هذه التكاليف وعلى موجب هذا الرفض تم تعيين قرار جديد من قبل رئاسة الجامعة بإلغاء القرار السابق وإعادة رسوم السكن الجامعي على ما كانت عليه في السابق وتقديم الوعود للطالبات بارحاع المبالغ المدفوعة منهن في أقرب وقت ممكن .
معاملة شاقة وبالأخص على الطالبات الواردات من أرياف بعيدة حيث تستغرق من الطالبة أسبوعاً على الأقل حتى يتم الموافقة عليها من قبل السكن .
لا تكاد الطالبة تلتحق بالسكن إلا وتهل عليها الصعوبات من شتى الجهات التي لم تكن تحسب حسابها فالخدمات المقدمة من السكن الجامعي قد لا تعادل سوى ربع احتياجات الطالبات فمثلاً لو تحدثنا عن الكهرباء فهي لا تتوفر إلا لست ساعات في اليوم فقط من الساعة السادسة مساءٍ وحتى الساعة الثانية عشر منتصف الليل وكذلك المياه تارةً متوفر ، وتارةً لا ناهيك عن الغاز فهو لا يتوفر بالشكل المطلوب فعند انتهاء أنبوبة الغاز فإنه لا يتم تعبئتها إلا بعد ثلاثة أسابيع على الأقل فكيف للطالبات أن يقمن بتوفير الغاز للطبخ خاصةً إذا كن لا يملكن المال الكافي لذلك .
أثاث مهترئ
عادةً ما يكون في الغرفة الواحدة الخاصة بالسكن ثلاثُ طالبات كل واحدة منهن تمتلك سريراً خاصاً بها وقد لا يتوفر في بعض الأحيان لبعض الطالبات اللاتي يضطررن للنوم على فراش على الأرض أما الفراش المقدم لهن فهو قديم جداً لربما مر عليه دهر من الزمن ناهيك عن البطانيات اللاتي اا تكاد الطالبة تحمل أن تتدفأ بها من سوء نظافتها برغم أنهم في كل عام يأخذون ألف ريال من كل طالبة مقابل تغسيلها في إحدى المغاسل لكنها تعود كأنها لم تُغسل إطلاقاً أما الغرف فلا يتم تغيير ديكوراتها أو صبغها وتبدو كأنها كما هي منذ أن نم افتتاح السكن مع أن من المفترض أن تكون مريحة بشكل أفضل عما هي عليه وخاصة أنها لطالبات علم ليكن بمعنويات أفضل
مخازن ممتلئة
في كل عام من السنة يتم تقديم معونات كبيرة لطالبات السكن من ملابس شتوية وبطانيات جديدة وموادٍ غذائية كفيلة بأن تجعل الطالبات يعشن بأفضل حال لكن المشرفات على السكن يقمن بتكديس هذه المعونات في المخازن وحرمان الطالبات منها كما أن بقالة السكن لا تكاد تتوفر فيها الاحتياجات الكافية من المواد الغذائية.
إن حياة الطالبة في السكن الجامعي تكون حافلة بالمشقة فالقائمات على السكن يلزمن الطالبة بالعودة للسكن عند الساعة السادسة مساءً ويُمنع التأخر أكثر من ذلك لأي ظرف من الظروف متجاهلين أن كثيراً منهن قد تكون تدرس في معهد أو تعمل في مكان ما وكذلك الزيارات شبه محظورة والمكالمات بعد الساعة الحادية عشر مساءً ممنوعة في أي حال من الأحوال وأياً كانت الظروف وفي حال إصابة طالبة بوعكة صحية أو احتاجت الذهاب إلى المستشفى فإن ذلك غير ممكن
تعسكر
تعيش الطالبة وكأنها في معسكر فبرغم توفر الأمن والأمان إلا أن ذلك لا يثنيهم عن تضييع أية فرصة لتنغيص حياة الطالبات فهم يقومون بالتجسس على مكالماتهن وحديثهن وكذلك مراقبتهن خارج الحرم الجامعي و التدقيق أيضاً على طريقة ملبسهن فيما إذا كانت تناسب مزاجهم أم لا !
كما أنه لا يسمح للطالبة أن تقيم في السكن حال إكمالها مرحلة البكالوريوس حتى وإن كانت تريد مواصلة الدراسات العليا مع أن رئاسة الجامعة أقرت بالموافقة على البقاء لمن ترغب في الالتحاق برسالة الماجستير والدكتوراة لكن القائمات على السكن لم يكترثن لهذا القرار وقمن بطرد جميع طالبات الدراسات العليا برغم توفر الغرف الكثيرة الموجودة في السكن التي تتسع لألف طالبة تقريباً لكن مع ذلك لا يوجد فيها سوى ستمائة طالبةمتواجدة فقط مع توفر الكثير من الغرف الفارغة .
لا استجابة
مع كل هذه المعاناة التي تعيشها طالبات السكن الجامعي إلا أن رئاسة الجامعي لا تلقي لذلك بالاً برغم تقديم الكثير من الشكاوى من قبل الطالبات على مشرفات السكن و الخدمات الرديئة المقدمة لهن ومعرفة الرئاسة جيداً بأحقية المطالبات المقدمة لهم ولكنهم يقومون بتحويل الشكاوى لمديرة السكن وهي الأخرى كأنها لا تسمع ولا ترى فلا حياة لمن تنادي وقبل فترة وجيزة تم إصدار قرار ينص على إلزام كل طالبة بتقديم إخلاء طرف كامل بجميع ما تملكه عند اإكمالها لسنة دراسية وذهابها لقضاء إجازتها السنوية لدى أهلها وقد أثقل هذا القرار كاهل الطالبات وزاد من معاناتهن أكثر فبموجب ذلك يتحتم عليهن أخذ جميع ممتلكاتهن والمعاملة من جديد للالتحاق بالسكن في بداية كل عام دراسي وبذلك يُعاد نفس السيناريو من جديد
أمل بالتحسن
برغم كل هذه الصعوبات إلا أن كل طالبة متفائلة بتحسن الأوضاع في السكن من بكامل نواحيها ويرجون توظيف مشرفات ذات وعي وحكمة ليكن لهن الأم الحنونة والأخت العطوفة اللاتي اضطررن لفراقهن من أجل مستقبلهن .
إن كل فتاة تترك قريتها وأهلها لأجل دراستها فإنها تكون امرأة عظيمة فهي لم ترضَ أن تبقى ماكثة في مكانها في ظل هذا العالم المتسارع والمتزاحم بالتقدم فهي تريد أن يكون لها شأنٌ عظيمٌ وأثرٌ ملموسٌ في المجتمع فعندما تتعلم فتاة فكأنما تعلم جيل بأكمله فهذه الفتاة لم ترضَ بالمشقة إلا من أجل مستقبل أفضل
إرسال التعليق