لا تتركي حقك في التعليم
العلم.. هو النور الذي نستضيئ به في طريق السمو، والإرتقاء؛ لتنوير أفكارنا نعم هو من يستحق التضحية وتحدي ومواجهة الصعوبات من أجله إلا أنك تجد من يمانع ويعارض إكمال التعليم، وخاصةً في الأرياف فالكثير ضد فكرة تعليم الفتيات، فتجد القليل من الفتيات يُسمح لهن بإنهاء دراستهن الثانوية وإن أكملت فلا يوجد مايسمى بغير ذلك..
أسماء فتاة ريفية تبلغ من العمر عشرين عاما هي ضحية فكر متخلف عانت أسماء أشد المعاناة؛ لتتابع دراستها الجامعية بعد حصولها على تقدير 82
وهي تدرس الآن محاماة كلية الشريعة والقانون.. جامعة صنعاء تقول أن والدها اعترض اعتراضًا شديدًا؛ لمواصلة تعليمها الجامعي، مع أنها لجأت لكل الوسائل؛ لإقناع والدها عندما تذكر أن رغبتها هي مواصلة تعليمها في الجامعةـ تعمل جاهدة لإقناعهِ ـ لكنها لا تجد غير الكلام السيئ، والضرب، والتهديد وبأسلوب خشن وجارح.. على الرغم من ذلك لم تستسلم بقولها أن التعليم هو شريان حياتها، فهي لا تستطيع العيش دون مواصلة تعليمها..
العلم فوق كل شيء..
اضطرت إلى أنها تدرس عامًا كاملاً دون علم والدها الذي هو شديد الحرص على أنهُ لا يوجد فتاة تكمل تعليمها الجامعي أسماء واجهت الصعوبات، اسماء واجهت صعوبات جعلتها تسخدم اسلوب التحايل على والدها، وتصطنع الأعذار بأنها تزور خالتها، وتمكث عندها؛ لتعتني بها لمعرفتهُ أن خالتها تلازم الفراش؛ بسبب مرضها إذ أن خالتها تسكن بالقرب من جامعة صنعاء.. وترى أن هذه الوسيلةُ هي الوحيدة حتى لا يعلم والدها..
..
تقول أم أسماء أنها تجرعت المر والذعر في سبيل تعليم ابنتها التي ترى أن كل التضحيات تهون أمام شغف وطموح ابنتها في متابعة التعليم رغم أن الخوف سيطر عليها من أن يكتشف والد أسماء؛ أنهما يخفيان أمر مواصلة تعليمها الجامعي،
كما أنها تعبت في توفير المال لأجل ابنتها فلا تسطيع طلب والد أسماء بشكل دائم حتى لا يشك في أمر ابنته، فأحيانًا لايكون مخرجها إلا في البحث عن من يقرضها المال؛ لتساعد ابنتها على دفع تكاليف دراستها الجامعية.
وتضيف أخت أسماء أنها تساعد أختها في إخفاء الكتب الجامعية داخل المنزل ..
بقولها عانت أختي الكثير، فعندما تكون في المنزل، وتريد المذاكرة، فانها تقفل غرفتها؛ حتى إذا باغتها والدها أو إخوتها لايكتشفون أمرها .. كنت أشفق على حالتهاهذه ِ فاطلب منها أن تتوقف عن الدراسة خوفًا من أن يكتشف والدنا، كيف ستكون العواقبـ؟! مع أنها تعرف ذلك ولكنها ترفض رفضًا باتًا… فحبها للتعليم، وتحقيق حلمها أكبر من كل هذا أكبر من خوفها أكبر من العواقب التي تنتظرها اذا ما كُشف أمرها.. فإصرارها، وكفاحها فتح لها الطريق، واستسلم والدها لطموحها واستمرت في متابعة تعليمها.. بعد عاما كاملا من الاصرار على والدها ليسمح لها لتنهي تعليمها
الوعي القاصر..
الطالبة أسماء هي من بين الكثيرات ممن لا يُسمح لهن في الأرياف بالتعليم وخاصةًالتعليم الجامعي؛ لأن معظم الآباء بعد إنهاء الفتاة تعليمها الثانوي ينحصر تفكيرهم على تزويجهن فقط لا شيء آخر، وأن صون الفتاة هو منزلها، غير ذلك يُعتبر استنقاص من قيمتها في مجتمعها.
هذهِ الفتاةُ نموذجٌ لكل من لا يُدرك معنى العلم والتعليم.. فالعلم ترتقي بهِ الأمم؛ لمواكبة كل التطورات، وخاصةً في زمن أصبح جلّهُ يتعامل بالتكنلوجيا في أغلب مجالاته..
ها قد أوشكت على إنهاء دراستها، وستصبح قريبًا محاميةً وإن سنحت لها الفرصةُ ستواصل دراسة في معهد القضاء حسب قولها ، وختمت حديثها بالحمد والثناء لله أن ساعدها على تحمل المشقةِ، والاعباء التي تحملتها.
إرسال التعليق