الغش أخطر الظواهر المتفشية في الوسط التعليمي
“فاطمة” طالبة تدرس في إحدى مدارس بني حشيش : تقول أن الغش من الظواهر السلبية المنتشرة في أغلب المدارس عند كثير من الطلاب، تحديدا الأرياف، وأن الاعتماد على الغش؛ لايحفز الطالب على التقدم وإنما عكس ذلك وينعكس سلبًا على الطالب، ومستواه التعليمي، ويصبح مهملا ولا يستطيع الفهم والمذاكرة
رأينا الكثير من الطلاب الذي توقفوا عن الدراسة بسبب اعتمادهم على الغش وتؤكد “فاطمة” إن أحدى زميلاتها كانت مجتهدةً وتحصل على المرتبة الأولى بعد وفاة أمها كانت في الصف الثامن، وتحملت على عاتقها ما كانت تحمله أمها ، انشغلت بمسؤوليات كثيرةٍ مما جعلها لا تجد الوقت الكافي للمذاكرة ، فاعتمدت على الغش؛ لتحصل على درجات عالية، وفي يوم اختبارها في الصف التاسع اتضح للمعلمة أنها تغش فحرمتها من المادة؛ ولأن الطالبة كانت دائمًا تحصل على المركز الأول في المدرسة لم تستوعب أنها حرمت من المادة، فبعد خروجها من المدرسة وجدها أبيها ملقاة على أرض المنزل متصلبة بجانبها علبة سم فأسعفها إلى المستشفى لكن الطبيب أخبرهُ بأن ابنته فارقت الحياة .
كما تحدثت الطالبة فاتن التي تدرس في إحدى مدارس بني حشيش عن الأسباب التي تدفع الطالب للغش هو ضعف الثقة بالنفس ايضا عدم الرغبة في الدراسة مما يجعله غير مستعد للمذاكرة فيعتمد على الغش ، كذلك من الآثار النتاتجة عن الغش تجعل الطالب فارغ العقل لا يستطيع التقدم في حياته المهنية ، وأن العلم فرصة، وعلينا استغلالها بالمذاكرة والإجتهاد لنستفيد من العلم ونفيد تقديرًا لجهد المعلم.
الغش.. ظاهرةٌ منتشرة بين غالبية الطلاب
يبقى التعليم هو الأساس في تقدم الأمم؛ لكن للأسف نرى انهيار التعليم بشكل ملحوظ، ومن الأسباب التهاون في مكافحة ظاهرة الغش سلوك انحرافي خل بالعملية التعليمية، كما يفقد الطالب ثقته بنفسه مما يؤدي إلى تدني المستوى المعرفي نتيجة انخفاض التحصيل الدراسي لديه.
المناهج المكثفة
الغش ظاهرةٌ منتشرة بين غالبية الطلاب هكذا قالت المُدرسة: “إكرام ” تدرس في مدرسة الشهيد الصماد بني حشيش :أن الغش ظاهرة منتشرة في مجتمعنا وقد يكون بسبب الطلاب أو المعلم، أو أولياء الأمور ، فالطالب يهمل وينشغل بأعمال أُخرى دون الإهتمام بدراسته ، فتجد المعلم يقدم الدروس دون مراجعة ذلك؛ يؤدي إلى تراكمها لايستطيع الطالب مذاكرتها خاصة ًوأنه لايوجد فاصل زمني في أيام الاختبارات ، إهمال أولياء الأمور لايوجد متابعة لأبنائهم، خودفعهم للعمل في المزارع أو لأعمال أخرى؛ لتوفير دخل الأسرة ، كما أن الغش كارثة حقيقية ينشئ جيلاً لايوجد عنده العلم الكافي
المناهج المكدسة
الأستاذة ” تهاني” وكلية مدرسة الشهيد الصماد للبنات المناهج المكثفة، من الأسباب التي تدفع الطالب للإعتماد على الغش ، لا يجد الطالب الوقت الكافي للمذاكرة ، وكذلك المعلم يشكو من الفترة الزمنية للدراسة، إنها لا تكفي لأخذ المنهج كامل هذا يحرم الطالب حقه في التعليم بشكل كافٍ ، أيضًا تكثيف الواجبات للطالب بحيث ، لا يستطيع المذاكرة في وقت فراغه يبذل كل جهده في كتابة الواجبات ، إذ أن الفاصل الزمني بين اختبار المواد ضيق جدًا يسبب الإرهاق للطالب مما يجعله؛ لايستوعب المذاكرة وتجده يتذمر ويفكر بالطرق التي يسهل الغش من خلالها.
مساعدة الطلاب على الغش
وتقول الأستاذة “أمة الغفار” إحدى مراقبات اللجان الوزارية بني جشيش، من خلال مراقبتي في الأعوام الماضية نعمل كافة جهدنا لتنظيم لجان الاختبار من تفتيش وتنسيق بما يجعل الطالب مُهيئاً للاختبار ، إلا أنه أثناء الاختبار يحصل فوضى لدرجة أنه داخل لجنة الاختبار يحصل غش جماعي بسبب إقتحام أولياء الأمور لجان الاختبار لمساعدة أبنائهم ، وأحيانًا قد يكون بسبب المراقب مقابل دفع مبلغ من المال لمساعدة الطلاب على الغش ، كما أن المشكلة سبب بعض رؤساء اللجان، هم من يتيحوا الفرصة للغش، مقابل جمع المال من الطلاب وهي ما اسمتها(بالكارثة). علينا معالجة هذه المشكلة واختيار الأنسب لهذه المسؤولية .
حيث يتم التعامل مع الطالب “الغشاش” بتقديم النصح له، وتحذيره من عدم تكرار الغش، أما في حال استمر في الغش فيتم سحب الورقة، وأحيانًا يتم الختم عليها وحرمانه من المادة.
قالت “وفاء مهدي” مديرة مدرسة ، ورئيسة لجنة اختبار وزارية إن من أسباب الغش، عدم المذاكرة، وعدم الأهتمام بالدراسة، وقد لا يكون هناك رغبة للطالب بالدراسة ، أو يتمكن من المدرس نفسه إذا كان ضعيف الشخصية، أو غير مبال لدرجة تدفع الطالب للغش.
وتضيف نحن كمسؤولون عن اللجان الوزارية من الخطوات التي نتبعها عند الاختبارات نعمل ما بوسعنا ليكون مركز امتحاني جيد وأن لا يكون هناك غش قدر المستطاع، إذ يجب توفر شروط عند المراقب حيث يكون ذو كفاءة وصاحب أمانة، لايتساهل مع الطلاب بمجرد دفع مبلغ مالي معين،وهذا ما نشكوا منه بسبب قطع المرتبات يبحث المعلم عن مصدر رزق بأي وسيلة ، هذا يؤدي إلى خلل في المدارس وضعف المستوى التعليمي .
تفتيش اللجان قبل دخول الطلاب ،وتوزيع المراقبين في لجان الاختبار، والحرص على تفتيش كل الطلاب قبل دخولهم لجان الاختبار ، فيما إذا كان لدى الطالب وسيلة غش خاصة الآن وقد أصبحت وسائل الغش عديدة، وكثيرة.. مثل سماعات البلوتوث وكشف هذه الطريقة بفتح بلوتوث جهاز الهاتف لمعرفة في حال إذا ظهر بلوتوث آخر، أو استخدام ساعات غريبة الشكل وغيرها من وسائل الغش.
وتقول أنها تواجه معاناة في مراكز الامتحانات من بعض المدرسين في مساعدة الطلاب على الغش ، وتأخير رقم جلوس الطالب مما يعرقل الطالب إذ يوجه كل إهتمامه كيف يحصل على رقم جلوسه وهذا يشتت تركيزه على المذاكرة.
“سارة علي” ولية أمر.. فتقول نسعى أن نحل مشكلة ظاهرة الغش لدى أبنائنا خاصة المناطق الريفية ، نشاهد في المدارس الغش بشكل كبير يجب علينا تفادي هذه المشكلة ، بات الصغير والكبير يفكر كيف وماهي الوسائل التي تعينه على الغش الأبناء والطلاب يعتمدون على الغش حتى أنه وقت مذاكرته يصب جهده في: نقل كل ما يراه مهم على أوراق صغيرة تساعده على الغش دون انتباه المعلم بدلا من المذاكرة.
آثار.. ونتائج
قالت الأستاذة “أمة الغفار إبراهيم ” مدرسة، للغش آثار سلبية جدًا ضعف في التعليم على مستوى القراءة والكتابة ، وضعف في الشخصية ، مما يسبب انحراف الطالب ويوجه منها اهتمامه إلى توجهات أُخرى وبالنتيجة هذا عرقلة في تقدم الجيل بحيث يصبح جيل نشأ على الغش يؤخر تقدم الأمة لا ينفع لشيء بل عائق عليها شهادة؛ ليتقدم بها لوظيفة شهادة لايخدم بها حتى نفسه يصبح فاشلاً .
نتيجة إهمال الدراسة والعمل مع أولياء الأمور في المزارع؛ لأنها المصدر للدخل الأسرية في ضل هذه الأوضاع فأكثر مايركز عليه الآباء هو كسب لقمة العيش، دون الإلتفات إلى ما يبني جيلاً واعيًا متعلمًا له القدرة على مواجهة أي عراقيل تواجهه في الحياة .
حل..
ايضا أنصح بناتي وأبنائي الطلاب بالمذاكرة والإجتهاد وعمل جدول للمذاكرة وتحضير الدروس دون تراكمها، ورسالة لأولياء الأمور متابعة أبنائهم في المستوى التعليمي بكتابة واجباتهم، ومراجعة دروسهم، وتشجيعهم وتحفيزهم على مدى أهمية العلم، وأوجه لمدراء المدارس أن يقبلوا المدرسين ذو الكفائة العالية لأن الكارثة تكون على الطالب نفسه، “للوزارة” نرجوا متابعة المدارس والمدرسين وتقديم تلخيص للمواد بحيث يقدم لهم المهم ، وتنزيل المحذوفات ومن بداية العام الدراسي؛ لخدمة المدرس لتحضير الدروس التي سيقدمها خلال الفترة الزمنية .
لأن الغش أخطر الظواهر المتفشية في الوسط التعليمي التي يواجهها التعليم المدرسي، خاصة وقد تطورت تقنيات الغش تطورًا ملحوظًا حيث أن نسبة الغش في الأرياف بنسبة كبيرة لدرجة ظهرت حالات الغش الجماعي في لجان الاختبارات دون معالجة هذه الظاهرة.
إرسال التعليق