عبدالباري طاهر: الطرف الداخلي أصبح الطرف الأضعف في اليمن
تمرُ اليمن بوضع مدمّر على كافة الأصعدة السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية، ولإخراح اليمن من مستنقع الدمار وحقل الألغام في طيات الحرب المدمرة، لابد من العمل على سرعة تحقيق المصالحة الوطنية وإحلال السلام الشامل، مع الأخذ بالإعتبار أهمية جبّر الضرر لكافة أفراد المجتمع وفئاته.
إن العمل على تحقيق معايير الأمن’ والإستقرار الإجتماعي بما يكفل حياة معيشية كريمة بعيدًا عن المهانة والجوع والفقر الذي وصل إليه أغلبية أفراد المجتمع اليمني بسبب فجوة الأمن المجتمعي والإقتصادي والمعيشي، وإنعدام الأمن الغذائي يتطلب وجود خارطة طريق تتضمن الحلول العادلة لكافة أفراد المجتمع وفئاته، ولتحقيق العدالة الإجتماعية بشكل متساوٍ لكافة أفراد المجتمع .
حول هذا الخصوص أجرت “جائلات” حوارًا حول (مسألة جبّر الضرر للوصول للمصالحة الوطنية)مع الكاتب والصحفي: عبدالباري طاهر الذي عٌرف منذ سنوات طويلة مدافعًا عن الحقوق والحرياتِ , وداعيًا للسلام, ومهتمًا بالسياسة والثقافة والفنون خلال أكثر من ثلاثة عقود, واختارته منظمة “مراسلون بلا حدود” ضمن قائمة “مئة بطل معلومات”؛ التي تخص المدافعين عن حرية الصحافة… فإلى نص الحوار.
حاورته: نسيبة حاميم
لو افترضنا في الوقت الراهن وجود حلولا للخروج من الأوضاع بالمصالحة الوطنية، وتنفيذ إجراء جبّر الضرر وفقا لوجهة نظرك من هي الفئات الأكثر تضررًا وماهي سبل جبّر الضرر؟
_ المصالحة او العدالة الإنتقالية تقوم على أساس أولي وهو “الإعتراف بالخطأ”، أي لابد أن يتم اولًا الإعتراف بالخطأ ليستتبعه جبّر الضرر، فالخطوة الأولى كما نقول هي الإعتراف بالخطأ، ثم المناقشة الصريحة حول الأضرار التي لحقت بكل الأطراف، فكل الأطراف نتيجة للحروب لابد ان تلحق بها من المشاكل والخراب والأضرار ما يوازي مدة الحرب، ولا يمكن أن يتضرر طرف دون آخر، وهنا يأتي أيضًا جوابي الآخر حول التساؤل فكما أن جميع الأطراف متضررة فكل الفئات سيكون ضررها نتيجة حتمية، ولا يمكن تحديد نسبة التفاوت في الضرر.
ايضًا، ما يستتبع مرحلة جبّر الضرر هو التسامح والتنازل من كل الأطراف المتصارعة، يقوى أساس التصالح الوطني، والمجتمعي على أساس هذا الركنين, و أود أن أشير أنه لا يتحتم عند المصالحة دفع طرف من الأطراف شيء, وعلى ضوء كل تلك الأسس تتم المصالحة الوطنية المجتمعية وهذا ما يُسمى بالعدالة المجتمعية.
هل يمكن تحقيق ذلك بشكل عملي؟!
للأسف الشديد اليمن غالبًا الجميع فيه يتهرب من المسؤولية وتكون المناكرة هي ردة فعل عادية ليتحاشوا تحملها، فالبنسبة لليمن الأمور فيها معقدة وفكرة التصالح أيضًا، لأنها حرب لها عدد من الأطراف، وهي كما نعرف ليست فقط أطراف أهلية، بل هناك الأطراف الإقليمية والدولية، أطراف داخلية عديدة وإقليمية عديدة ودولية عديدة.
وهنا تتشابك الخطوط، وخطورتها في اليمن أن الطرف الداخلي أصبح الطرف الأضعف بينما الأطراف الإقليمية والدولية هي الأقوى وهي العائق لأن مصلحته تكمن في الحرب والسلام ليس مبتغاها ولا أحد اهدافها..
لكن نعود للقول إذا تحققت المصالحة في المستوى الإقليمي والدولي سيساعد ذلك كثيرًا على حل الأزمة والصراع داخليًا..ولذلك هذه المسائل، مسألة جبّر الضرر مسألة الإعتراف بالخطأ مسألة التسامح، تصبح مسائل غير مهمة بقدر أهمية التصالح على المستوى الإقليمي والدولي هذا بالنسبة للحالة اليمنية.
هل هذا مؤشر لإستحالة ركود الأوضاع والوصول للسلام إذا كانت ترتبط المصالحة، بالمصالحة الإقليمية الدولية؟
_الحالة اليمنية كما قلت حالة معقدة جدًا، ولكن ثمة نماذج تطفو على سطح الحرب راغبة بالسلام، آخر نموذج يحصل في تعز، في تعز منظمة الحزب الإشتراكي مُصدر بيان للتصالح داخل تعز، بين الأطراف المتنازعة، لو تم هذا وندعو الله ان يتم، سيحصل في اليمن وباقي المحافظات ما يشبه العدوى، ويمكن بذلك يتم تجزئة للحل، وإذا تم ذلك بتعز ستكون بادرة ومؤشر طيب .
إرسال التعليق